بسم الله الرحمن الرحيم
هذه وصية الشهيد .. هشام شومر كتبت في يوم الخميس الموافق 16/11/2006م الساعة الثانية مساءاً
الحمد لله رب العالمين , الحمد لله الذي أعز جنده , الحمد لله الذي رفع قدر الإسلام وعزته بالجهاد, الحمد لله القائل:"قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليكم ويشف صدور قوم مؤمنين "
والصلاة والسلام على قائد المجاهدين , وقائد الغر المحجلين , سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على هديه إلي يوم الدين.
وبعد..
يقول الله تعالى:"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم"..
فاللهم إن هذه روحي أقدمها رخيصة في سبيلك وفي سبيل إعلاء كلمتك فأسألك اللهم أن تتقبلها وترحمها.
فيا أيها الإخوة الأحباب : هذا هو ديننا وطريقنا إلى الفلاح, طريق الجهاد والاستشهاد , طريق العز والفخار , فهو طريق الكرامة والنصر بإذن الله تعالى, الطريق الذي لا يعدله طريق , لذلك أخذناه طريقاً لنا .
بداية أنا أخوكم الشهيد الحي بإذن الله تعالى/ هشام نجيب شومر ( أبو إسلام).
أقوم بعملي هذا بداية .. مرضاة لله عز وجل وإعلاءً لكلمته تعالى , ثم انتقاماً من بني صهيون الذين قتلوا وذبحوا النساء والشيوخ والشباب والأطفال, هؤلاء الذين قتلوا وقتّلوا أنبياء الله عليهم السلام , وانتهكوا الحرمات وأخذوا ما أخذوه من هذه الأرض الطاهرة , أرض الأنبياء والمرسلين تحت إدعاءات كاذبة وتزييف للتاريخ الفلسطيني الإسلامي العريق, كما ودنسوا قدسنا الطاهر مسرى نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم-ومعراجه إلى السماء , إذن ليس لنا إلا طريقاً واحداً هو طريق الدم والشهادة , طريق الجهاد والاستشهاديين الذي أسأل الله تعالى أن أكون منهم , فهذى وصيتي أرسلها في عدة رسائل...
الرسالة الأولى :
أبعثها إلى والداي الطيبان الحبيبان العزيزان , إليك أبي الحبيب كم أعلم أن خبر فقداني بالنسبة لك أمر ليس باليسير ولكن حب الله وحب نبيه وحب لقائهما جعلني أسير في هذا الطريق لذا أرجو منك والدي الحبيب أن تصبر وتحتسب إذا ما أتاك خبر استشهادي, وأرجو منك أن تسامحني وترضى عني , فإليك أبي أرجو أن تبقى صابراً وتكون ممن قال الله فيهم :" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون , أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".
وأوصيك أبي العزيز أن تبقى على طريق الحق ولا تتراجع بل تزيد من طاعتك لله رب العالمين.
إما إليك يا أمي الحنونة: إلي أطيب وأحنّ أم عرفتها فمنبعك أصيل وأنت كذلك فأرجو منك ألا تبكيني كثيراً فإنني بإذن الله ذاهب إلي حياة أفضل إلى دار خير من الدنيا بإذن الله تعالى , فأرجو منك أمي أن تزغردي وتفرحي لي أول ما يأتي لك خبر استشهادي , وأوصيك أمي الحبيبة بزيادة الطاعات وذكر الله تعالى وتبقي على صلاتك و قيام الليل .
فيا والداي العزيزان .. أرجو من الله أن يجمعنا في دار الخلود في الفردوس الأعلى وأطلب منكم مرة أخرى أن ارضيا عني وادعوا لي بالرحمة والمغفرة , وأن يجمعني الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
رسالتي الثانية:
إلى إخواني الأحباب وزوجاتهم وأخواتي الكريمات وأزواجهن , بداية أطلب من الجميع أن تسامحوني إذا أخطأت أو قصرت في حق أحدكم فإني قد سامحتكم جميعاً وأوصيكم بالصبر على أي ابتلاء من الله عز وجل واحتساب أمركم وما يصيبكم في سبيل الله , وأوصيكم بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته , إليكم إخواني الأحباب ... أكثروا من التردد على المساجد وأكثروا من قراءة القرآن والتسبيح والاستغفار , فإن الاستغفار مفتاح الفرج , وأوصيكم أن تلجئوا لله في كل صغيرة وكبيرة فهو وحده يملك مفاتيح الفرج وأوصي الجميع بالدعاء لي بالرحمة والمغفرة.
رسالتي الثالثة:
إلى الشباب المسلم شباب المساجد وخاصة شباب مسجد الرباط :
أيها الشباب طريق الحق طريق يريد منا الجهد الكثير ويريد منا التعب , ويريد رجالاً على قدر المسئولية , هذه الطريق تريد رجالاً وهبوا أعمالهم وأوقاتهم وأرواحهم لله عز وجل , فيا شباب الإسلام هبوا للعمل ولا يتكاسلنّ منكم أحد, فأنتم أمل الأمة ومجدها القادم وطريقها إلى النصر المبين , وأوصيكم أيها الشباب أن تبايعوا الله ورسوله على الطاعة التي ترضى الله عز وجل وأن لا تلتفتوا إلى الوراء فطريق الحق لا يعرف الرجوع والتقهقر .
أما أنتم يا إخواني وأحبابي في مسجد الرباط .. لكم مني كل الحب والوفاء , فيا شباب مسجد الرباط أوصيكم بأن تكونوا ربانيين ثابتين على الحق وأوصيكم بشيء عظيم جداً , بدونه لا ينجح العمل ألا وهو الإخلاص فكونوا مخلصين حتى يتقبل الله طاعاتكم , وأوصيكم أيضاً برابطة لا غنى عنها ألا وهي رابطة الإخوة فهي من أهم الوسائل للإعانة على الطاعات وأوصيكم بالإكثار من الدعاء فهو العبادة , وأخيراً أرجو أن تسامحوني إن أخطأت في حق أحد منك فإنني قد سامحت الجميع , وأسأل الله أن يجمعني وإياكم في الفردوس الأعلى.
رسالتي الرابعة :
إلى أبطال القسام الميامين , إلى هؤلاء المجاهدين المخلصين إليكم يا أيها الرجال الرجال , يا من وقفتم في وجه العدو المحتل العدو الغاصب ,هذا العدو الصهيوني الذي لطالما أذقتموه العلقم ومرارة الحياة أنتم ومن معكم من المخلصين المجاهدين من الفصائل المقاومة الأخرى , فأوصيكم أيها الأبطال أن تثبتوا في وجه هذا العدو فإنكم بإذن الله تعالى في الجنة وعدوكم في النار , فأنتم أصحاب حق وأصحاب قضية , فلا تخشوا في الله لومة لائم ولا تنظروا إلى الوراء إلى المرجفين فإنكم أعلى من أن تنظروا إلى هؤلاء المثبطين, وأوصيكم أيها الرجال أن تخلصوا عملكم لله رب العالمين , وأوصيكم بأن تكثروا من الدعاء فإنه الطريق الأقرب لله عز وجل واثبتوا مرة أخرى اثبتوا على ثغوركم ولا تدعوا للخوف مكاناً في قلوبكم فأنتم رجال المرحلة .
رسالتي الخامسة:
إلى الفصائل المجاهدة والمقاومة .. .. أيها الفصائل عدونا وعدوكم واحد , فلنتحد جميعاً تحت كلمة واحدة لنضرب العدو ضربة قاضية , فعدونا لا يعرف ولا يفرق بين ابن حماس وابن جهاد وابن فتح وجبهة , فهو هو العدو طريقه سفك الدماء فلنكن يداً واحدة ضاربة في عمق الصهاينة ولنتق الله في أنفسنا كي تكون نوايانا صادقة ولا نؤمن لعدونا ولا نصدقه لقوله تعالى : " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " .
وقبل أن أنهي وصيتي أتوجه بتحيتي وسلامي إلى شيخي الحبيب وإلى كل من علمني حرف من كتاب الله وسنة نبيه محمد –صلى الله عليه وسلم –وأهدي سلامي إلى أفراد مجموعتي جمعني الله وإياكم جميعاً حول حوض النبي المصطفى.
وقبل أن أنسى فإني برئ أمام الله من أي بدعة تقام أو تعمل في حقي .
وأخيراً .. أسأل الله أن يجمعني بكم في جنات الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء , وحسن أولئك رفيقاً
أخوكم الشهيد الحي بإذن الله تعالى :
هشام نجيب شومر (أبو إسلام )
ابن كتائب الشهيد عز الدين القسام
الخميس 16/11/2006م الساعة الثانية مساءاً