لباس المرأة بين الحرمة والاباحة

لباس المرأة بين الحرمة والاباحة





يستحب للمرأة ان تحافظ على جمالها واناقتها وانوثتها لزوجها, فإن الزينة والجمال يمثلان جانبا مهما من حياة المرأة ومصدرا مهما من مصادر سعادة الحياة الزوجية.

وبسبب خصوصية جسد المرأة وعاطفتها ودقتها كان لدى المرأة أغراء اقوى منه لدى الرجل بدرجة عالية, فكفاءة المرأة من ناحية الاثارة عالية جداً, ثم ان لديها نزوعا غريزياً للظهور بمظهر جميل, ولباس انيق, ومن هذا تكون الزينة والتجمل من خصوصيات المرأة بالدرجة الاولى ان لم يكن مقصورا عليها.

ان هذه الخصوصية الطبيعية في المرأة التي تجعل منها اقدر على جذب الرجل اليها وإثارته وأسره, هي التي جعلت الاسلام يعالج هذا الموضوع بالتستر, إذ تتستر هي في حالة لايملك الرجل صفة الاثارة.


أمر الاسلام المرأة ان تستر جسدها وشعرها وزينتها عن الرجال الاجانب, كما أمر الرجال ان يستروا اجسادهم عن النساء الاجنبيات لكيلا يقع الاغراء والفتنة والاثارة الجنسية المحرمة في حين حبب للمرأة ان تعتني بزينتها وجمالها لزوجها كما امر الزوج ان يعتني بمظاهر الزينة والاناقة والجمال لزوجته, ذلك لان اهتمام بالزينة والاناقة يقربه الى زوجته ويحببه اليها ويجعله مقبولا ومطلوبا من زوجته فلا تنفر منه.


وهناك نقطة مهمة وهي أن الاهتمام بالجمال والزينة عامل نفسي مرتبط بالمرأة أكثر من ارتباطه بالرجل.
والاسلام لم يحرم المرأة من استعمال وسائل التجميل ولكن في حدود الحياة الزوجية والعائلية وبين الأهل والمحارم.

ليحفظ للمرأة جمالها الجسدي اضافة الى العفة والطهر والكرامة الانسانية.

وقد حدد الاسلام الاحكام الخاصة بلباس المرأة وزينتها في المجتمع من غير أن يحدد لها شكل اللباس, كالعباءة او الجلباب مثلا, فلها ان تضع ملابسها على اية ضيغة شاءت بشرط ان يضمن ستر جسد المرأة وشعرها عن الرجال الاجانب عدا الوجه والكفين, ويشترط فيه ان لايكون دقيقا يكشف عما تحته من الجسد.
وان لايكون اللباس مثيرا ومغيرا وملفتا للنظر يظهر زينة المرأة وجمالها قال تعالى:
ولايبدين زينتهن الا ماظهر منها (النور/31).

ولاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى (الاحزاب /33).

ويحرم على المرأة : ان تتشبه بالرجال في لباسها, كما يحرم على الرجل ان يتشبه بالمرأة في زينته ولباسه.
ويحرم على المرأة ان تظهر عطرها ورائحتها الانثوية للرجال الاجانب كأن تتجول في الاسواق أو تحضر الاجتماعات العامة بهذه الصورة, لان العطر الذي تتعطر به المرأة هو أحد المثيرات التي تؤدي الى التقارب والعلاقة المحرمة بين الرجل والمرأة.

ان الحجاب الذي فرضه الاسلام على المرأة واللباس المحتشم الذي صاغه للمرأة هدفه ان يبعد المرأة والاسرة عن المشاكل وحالات السقوط ولبناء مجتمع سعيد تحترم فيه المرأة وتصان كرامتها وشخصيتها, ويحفظ لها عزها وشرفها وعفافها, ويزيدها انوثة ودقة .

أن الاسلام لم يفرض على المرأة ان تجلس في البيت ولم يمنعها من العمل, ولها ان تعمل الاعمال اللائقة بانوثتها ودقتها من التعليم والتربية وممارسة التمريض والطب والفنون, ولكن ذلك في حدود الحشمة والادب وليس بجسمها العاري ومفاتنها المغرية.