ياسمين مشرفة
عدد الرسائل : 34 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: سحر الكلمة في العِشرة الزوجيّة الأحد مايو 11, 2008 10:30 pm | |
| سحر الكلمة في العِشرة الزوجيّة
للكلمة أهمية عظمى في حياتنا الزوجية، ولها مغزاها العاطفي، ومدلولها الاجتماعي، ومحتواها الوجداني، وتلعب دوراً مهماً في تنمية علاقاتنا الاجتماعية والأسرية.
والكلمة جواز سفرك إلى عالم المودّة، ومكان استقرارك في وطن المحبّة، وسبيل فراقك ورحيلك حيث الشوق والانتظار، فمهما ازدادت الآلام العاطفية بين الزوجين ستبقى الكلمة الطيبة هي البلسم الشافي على جروح أحزاننا، والمرهم الدافئ على أوجاع همومنا.
ومن بين أجواء هذه الكلمة يتدفق المعين الخير، والمنبع الصافي، فتنتعش القلوب، وتطمئن الأفئدة، وتسكن الجوارح، وتعرّش في سماء المتحابين سحابة الدفء.. والأمن.. والأمان.
الكلمة الدافئة
والكلمة الدافئة تحمل أنيناً وحنيناً تتجلّى في حنايا العشرة الزوجية، فقد كان النبيّ يلاطف زوجته عائشة بكلمة فيها من العطاء المتشبع بالحنان فيقول: «ياعائش«، وهو استعمال عرف عند أهل اللغة بالتدليل.
إنّ هذه النغمة الوجدانية سرّ السعادة الزوجية، وبدونها لا تكتمل السعادة، ولا تحلو الحياة، فلا بدّ أن ندرك أنّ الزوجة كالزهرة إنْ رويتها بكلماتك الناعمة، وألفاظك العاطفية، وعاملتها بالرحمة، وغمرتها بالحنان، تفتــّحت وفاحت مسكاً.. وعاشت طويلاً.. وملأت بيتك وحياتك عطراً وجمالاً، وإنْ أهملتها أو قسوتَ عليها بكلماتك الجارحة ذبلت وماتت قبل أن تمنحكَ شذاها، فالزوجة وردة حلوة تهزّها أعاصير كلماتك القاسية.. ولكنك بكلماتك الطيبة تظلّ سياجها المنيع.. وكهفها الذي تأوي إليه.
ولا تكتفي أيها الزوج بأن تقول: «أنا أعلم أنها متأكدة بأنني أحبها«، بل أفصح عن تعبيرك بكلمة واضحة: «أنا أحبّك«، فهذه الكلمة الصغيرة لا تكلفك درهماً واحداً، لكنها تسحر نفس الزوجة، وتحمل في ذهنها معاني الحب والوفاء، فتتمنى سماعها كل وقت وحين، وتجدها تلحّ على زوجها بأن تسمع منه هذه العبارة وتسأله دائماً هذا السؤال: هل تحبني؟
عن المقداد بن معدِ يكرب رضي اللّه عنه عن النبي قال في الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داوود: «إذا أحبّ الرجل أخاه فليُخبِره أنه يحبــه«.
الكلمة الطيبة صدقة
لا تبخل أيها الزوج بعطائك، لأنّ البخل بكلماتك الحلوة أخطر على النفس، وأشدّ ضرراً على الأفئدة من البخل بالمال، فكلمتك الطيبة صدقة، لما لها من تأثير في أسر قلب زوجتك، وهي سمة من عطائك حيث تنير دروب الحائرين، وتفتح آفاقاً وجدانية للسالكين.
فقد أخرج الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال النبيّ : «الكلمة الطيبة صدقة«. ولقد سأل الكاتب الاجتماعي محمد رشيد العويد مجموعة من النساء عن موقفهنّ ومشاعرهنّ تجاه كلمات رقيقة طيبة فيما لو صدرت من أزواجهنّ فكانت هذه بعض إجاباتهن:
* سأكون سعيدة، وسأردّ على كلامه بكلام أحسن منه. * أشعر بالرضا لأني أرضيت ربي.. ونلت رضى زوجي. * ترتفع معنوياتي كثيراً، وقد يزداد حبي له أكثر فأكثر. * يختفي إحساسي بالتعب.
تأثير وجاذبية
قد تكون الكلمة الطيبة أكثر جاذبية إذا أضيفت معها التوجيهات التالية:
* اللين والوضوح والتأني في الخطاب. * التدليل والنداء بأحبّ الأسماء. * الإيناس والثناء والتسلية في الحديث. * المصارحة والمجاملة والحوار الناجح. * إشعار المخاطب بالاهتمام به. * البدء بالسلام والابتسامة والمصافحة. * الكلمة المناسبة في الوقت المناسب.
وبهذه التوجيهات سنجد للكلمة الطيبة أثر في النفوس، وجاذبية في القلوب، ومع ترويض النفس وتدريبها على هذه التوجيهات ستجد بعد فترة أنها تجسّدت فيك، وامتزجت مع شخصيتك، وأصبحت عادة وسجية فيك.
العطاء المتدفق
المسألة ليست كلمة، ولا قطرة ماء، إنها العطاء المتدفق الذي يفيض ويتدفق في كل اتجاه، إنها الحركة التي تحرّك المشاعر في أعماق قلوبنا، فالكلمة الطيبة طيبة في عطائها.. في لونها وشكلها.. في ثمارها ورائحتها.. في مستقرها ومستودعها.. في الماضي والحاضر والمستقبل، وستظل تؤتي وتعطي ثمارها كل حين بإذن ربها.
والكلمة الطيبة تحيا بحياة المحبين.. وتحيا بموتهم.. فإذا مات الإنسان تظلّ كلماته باقية حية تحيي القلوب، وستظلّ تتكرر في الألسنة، وتقرأ في الصحف والكتب، وتمرّ في القلوب والذاكرة. | |
|